المشاركات

عرض المشاركات من يناير, 2018

على وتر الفقد

صورة
اعزف يا عم   اعزف فأَسْمع الدنيا أنيني .. لا شك أني سأسبغ الشارع دموعاً من شدة حنيني ..  اعزف على وتر الحبيب على وتر اشتياقٍ لن يطيب .. على وتر آلة بروحي ..  صنعتها من نسج   بوحي ..  دندن لي أغاني عمراً سُرِق وأسمعني موال زمناً كأنه فجأة اختفى .. حُرِق .! رماده باقٍ يجوب حولنا .. ينادينا .. صوته مرة هناك ومرة هنا .! شد الأيادي يا عم وسلطن   أفقتَ حزناً بالأصل لم ينم وأرهقت ذاكرة بالكاد أن تطيب قد شاب قلبي كذقنك وتجعَّدَ من بعد الفراق   جرحاً فتحته بالوتر .. ؟   أَكمِل نزيفهُ لن تلام من بعد أبي .. ؟   كأن الأرض بلا حياة .. بلا أنام ذكراه جيش يعتقلني .. صبحاً .. عشياً .. نوراً .. وفي الظلام   ضحكاته .. تجول حولي كما سرب الطيور   كلماته .. شيء يعيش طويل الأمد .. لا تنسى .. ولن تبور   وسيماً وإن ما تأنق لط...

معجزة لم تعد بالانتظار

صورة
عند مقاعد انتظار ما .. تتواجد هنالك معجزة .. هنالك معجزة بالانتظار .. مر عليها قطار أول .. بحثت عن ملامح ذلك الراكب المُنتَظر المُستحق أن تهديه نفسها فلم تجده .. حدّقت بملامح القادمين .. لم تجده .. أسرعت لتدقّق بوجوه الراكبين فلم تجده .. انتظرت .. فالشمس مرتفعة .. والطيور تحلق .. لازالت ترى الحياة حياة .! مر ذلك القطار الثاني .. كعادتها حفظت ملامح العابرين .. إلى الآن لم تجد ما نوت إيجاده ! انتظرت ..  شغب أطفال هنا .. صوت موسيقى هناك .. لازالت ترى الحياة تُعاش ! إلى أن مر قطار يَتبَعهم .. كعادتها ملهوفة لملامح مُقتنعها .. لملامح لا تعلم هل ستراها حقاً أم هي وهم خيال جسّدَهُ لها حبها لعرقها ..  للإعجاز .! أطالت بحثها .. لكن لم تجده  غَربت الشمس منذ وقت ..  لم يبقى هنالك أحد يستقبل .. لم يبقى بائع ورد ..  لم تبقى دموع مودعين .. ولم يبقى سواها .. ساد الهدوء المقاعد .. هناك صدى لنَفَسَها .. أيقنت أن أملها بدأ يتلاشى .. لم تصارح نفسها بذلك .. هي بحد ذاتها نصفها وكلّها معجزة  ! كيف لها أن تسمع حديث النفس المتناقض لكم...

فقد ضمير سمعي

الفقد ..  غالباً ما تربط هذه المفردة بشيء مادي .. فقد صديق .. حبيب .. عزيز ..  فقد منصب .. أو فقر مال مثلا ً  هنا لا أعني هذه الجهة من الفقد ..  سأتطرق للفقر الوجداني أكثر .. لما لا يربط الفقد بشيء أعمق ؟ لما لا نطلق على الرضوخ على أنه فقد كرامة  لما لا نطلق عن الإنحراف الأخلاقي .. فقد تربية قبل كل شيء  عن التطرف مثلاً .. فقد ...؟  استوقفني التطرف للحظات .. يصنف تحت أي نوع من الفقد ؟! فقد قلب إنساني ؟ أم فقد توجه سياسي سليم ؟! أغلبية صناع الرأي العام هنا متطرفون .. لتوضيح أكثر هم منحازين لباطل في وقت أن الحق بيّن ..  انحيازهم التام جعل إبداء الرأي انقياد طوعي دون أدنى شعور .. وأغلبية مواطني أوطاننا الغير متطرفة - على حد سمعتها - هم متطرفون .. فقد القلب الإنساني هو من أوصل دول الثورة إلى حال لا يرثى لها .. بل يرثى ويرأف ويوجع كل ما بنا لها ! فقد حقيقة الاختلاف جعلت من البعض أطباق جاهزة للتقطيع قبل اللغم .. فقد المعنى اللغوي قبل كل شيء بين أنا وأنت هو أساس الكارثة .. لغوياً أنا .. ضمير للمفرد المتكلم .. يخصني...

قصة لم تعنون

هنالك قصة قررت أن تنتهي قبل البدء ..  لم تنل اعجابها الأسطر المجهزة لصياغتها .. أبت أن تُكتب وتُترك على أرفف القارئين .. أحبّت أن تبقى بذكرى تفاصيلها وحدها .. تَروي ذاتها لذاتها .. تُجدد عبق زهورها مع كل ربيع .. تَتَجهز لشعاع شمسها مع كل صيف .. تُسقط أحزانها بكل خريف .. ومع كل مطر تصب حباً وشوقاً .. قصة لم تعنون مضمونها بعد .. أحرفها لاتينية بعين قارىءٍ عربي .. تنتابه رغبة بدقة تفاصيلها ولا يسعى لترجمة .. كـامرأة تثير الفضول ولا يجرؤ أحداً نيل قلبها هي ؟ هي قصة ستُحكى لموعد لم يحن بعد .. لـطاولةٍ ما بعد صَنعها النجار .. لـكأسين فارغين ما بعد سُكب الحديث بهم .. لـورد ذبُل عند بائعيه .. لـمكان لم يُحدد جغرافياً بعد ..! 

هو فقط يرزق حياً

على شرف مائدة الحزن يرضخ ليلهُ .. بريق ذكرى يبتزه مع كل نجمة يراها .. ويرتدي وجع قباني حين قال : قد نلتقي في نجمةٍ زرقاءَ .. لا تَستبعِدي تَصوَّري .. ماذا يكونُ العُمرُ لو لم تُوجَدي ! .. هو لا ينوي أن يحزن لكن ..  ينوي لقاء لن يحدث .. فيحزن ..  يصيغ حوار مسروق مفقود فيَدمع ..  يبتسم لابتسامتها .. يتذكر أنها ما عادت تبتسم .. فيغرق .. يغرق في قاع الدموع  يغرق لحبٍّ هاج فيه وفاض معها ينوي الذهاب لتربةٍ حضنتها .. فيختنق .. كيف لهذه الدائرية التي احتوت البشرية .. تتركه يجوبها وباطنها يضم من أَحب طوعاً ؟  هو لا ينوي أن يحزن هو فقط يشم الورد فيبعث عطرها معه سلاماً.. يقطع الطريق وحيداً .. يلتفت لتمسك به يرى فراغاً فيحزن .. يسمع معزوفة يجري اتصاله ليُسمعها ..  الهاتف مغلق !! يتذكر فيحزن قد أمات الموت معه كل شيء وجعل الحزن معه يُرزق حياً  .!