أطواقي




لا عينيّ
ولا قلبي
ولا كُلّي
لهم إنصاف ..
قليلٌ كلُّ تعبِير يُفسّر خاطري مِنهُم . ! 
كَثِير هائِلٌ مِنِّي يَجوب خالي بين النَّاس
على عكس حال الشّوق يُطَوِّقني على ملئي .! 
...

على ماضي
على ذكرى
على لهفة 
وعلى إجحاف 
بُنِيَت تلك أطواقي
وأنا في سهوةٍ عنهم ..
يُحاصِرني حنينَ دولة ؛
أهدت شعبها إتلاف 
بِقَدر ما عانى من ظلمٍ 
شعب قلبي يُؤَيّدهم ..
يهتف لِمُظاهرة حُرّة
هو الحاكم .. هو المحكوم
هو من حاول أن ينسى 
وطوق الشّوق عارَضهم .!
بعالي الصوت استرسل :
" أنا فجوة لها أشكال
 أنا صوتٌ يصل أميال
 أنا ذكرى على أبوابْ
 تُخبئ خلفها أحبابْ
 أنا صورة على أجفان ؛
 في غَمضٍ وفي صحوة 
 عيون الناس تَأْلفها ..
 في بحثٍ على نسيان "

فعادَ الشّوق يَحكمني
ولشعب قلبي استسلام 
وعادت حَواسيَ الخمسة 
تُعَبّر بِعُمقهِ عنّي ..
فكادت عيني تفضحني
وكاد الدّمع أن يُضام .!
تُحاصرهُ جيوش الهَدب
تمنع سيلُهُ عنّي ..
وكاد النّطق يَخْنِقُني
وكان الحَرف كالسّجان
بِثمان وعشرين قِفلاً
قيّد بوحِهِ عنّي .. 
...

وعِشتُ بكامل أطواقي
أُنازعها كأي إنسان
أُحِب وجودها يوماً
وفي يومٍ على النّقضِ
تركت الشوق يَغلِبُني
ودَعوت لِقَلبِهِ باثنان ؛
أعيشُ بِعُمقه أَكثرْ 
وعلى النسيان إن كابد
بشتّى الطرق
 لا يعثرْ .!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حدس بارّ لعين

على ناصية مقاومة