لاجىء من خشب
حائط برائحة تربة تشتمها عند كل عودة كـ لاجىء
لاجىء عن ضجيج يكتسيك ..
يكتسي الشوارع والمباني ..
يكتسي الخيال قبل الأماني ..
باب بصوت عالٍ يكاد يُسمع لآخر المنفى ..
تغلقه فيعم الهدوء بينك وبين ما يحتويك ..
من حنين لأبواب فرج ..
من عبرة علقت بحافة نافذة لم يرفع عنها ستار ..
من حنين لأبواب فرج ..
من عبرة علقت بحافة نافذة لم يرفع عنها ستار ..
تمشي فيتسلط عليك صوت خطوات قدميك ..
ترمي الحذاء .. وكأنك تقول ؛" أنا بعيد لـ لا صوت أرجوك "!
ترمي الحذاء .. وكأنك تقول ؛" أنا بعيد لـ لا صوت أرجوك "!
تجلس على كرسي هزاز .. صنع على يد نجار بآخر شارع المنفى ..
بَروز لوحة داخل محله كُتب عليها " نجار لمقعدك بالحياة " وكأنه يجبرك أن تحب ما أنت عليه من عزلة أكثر فأكثر ..
وكأنه أرادك أن تعشق الوقوف .. أو أن تعشق الأرض المسطحة .!
وكأنه يعلم بأن المقاعد والكراسي والطاولات ونسلهم أجمعين من الأخشاب قبل الطين هم ما آلوا بك إلى ما أنت عليه الآن ..
وبأن بعض من نسل الطين يسيرون بقافلة غافلة لتلك الحياة الأبدية .. غافلون عن ما بعد ما يطلقون عليها بالحياة ..
بَروز لوحة داخل محله كُتب عليها " نجار لمقعدك بالحياة " وكأنه يجبرك أن تحب ما أنت عليه من عزلة أكثر فأكثر ..
وكأنه أرادك أن تعشق الوقوف .. أو أن تعشق الأرض المسطحة .!
وكأنه يعلم بأن المقاعد والكراسي والطاولات ونسلهم أجمعين من الأخشاب قبل الطين هم ما آلوا بك إلى ما أنت عليه الآن ..
وبأن بعض من نسل الطين يسيرون بقافلة غافلة لتلك الحياة الأبدية .. غافلون عن ما بعد ما يطلقون عليها بالحياة ..
بعد جلوسك على ذلك الكرسي الملقى عليه صوف من حياكة جارة لم ترها إلا مرتين .. مرة أولى في حرب وضرب ..
التجأت إليك بعد صوت قنابل ألقاها قائد قافلة بعد ربح صفقة ..
يقصف بها روح جاهدت مع أكبر همّ لها وهو جمع قوت يومها ..!
روح لم تنازعه على كرسي .. على قرار خلف طاولة ..
أو حتى على صوت من صندوق الأصوات الخشبي .. ذلك الذي لم يعِ حقيقة أهمية جزيئاته يوماً .!
ومرة ثانية وأخيرة رأيتها عند قرار هجرتها .. حزمت أمتعتها .. أتت لتشكرك فأهدتك قطعة الصوف ..
وكأنها تعي بقدوم الصقيع .. غربة أرض .. وبرد المنافي ..
ثلج الضمائر .. و زمهرير أحبال الصوت .. يخشى أن ينادي ..
يخشى الخروج ويأبى السكوت ..
تجلس فتوقد مدفأتك .. تحرق أخشابها .. تتلذذ بلهيبها .. كأنك تنتقم من خشب الكراسي ..
تلك التي لم تنصف نسلها يوماً .. تلك التي لو عادت لطبيعتها لعلها أثمرت خير مما أثمر جالسوا الكراسي الآن ..
تلك التي أعادت لك دفء مكانك .. وهي التي في ذات الوقت أرغمت الرحيل ..
هي من أعادت لك ترتيب ضجيجك .. وهي من تسببت بذلك .!
تسكن .. فتدفأ .. ثم يعود بك الحنين ..
إلى ضجيج المدينة
إلى مطر سائل لا مطر قنابل ..
إلى ركض بسرعة لمبنى قريب خوفاً من بلل .. لا خوفاً من موت وكفن ..
حنين إلى ضحكة الأصدقاء على كل ما سخف وطاب ..
إلى إزعاج ولعب أطفال الحي .. تفكر من منهم يا تُرا بقيَ حي ؟
إلى تذمر على شارع سيره عالق ..
إلى قلمٍ يحل حروفاً متقاطعة .. لم تدرك يوماً بأنها ستصبح لقلبك قاطعة .!
إلى ورقٍ .. إلى حبرٍ .. إلى سطرٍ و قافية ..
إلى عينٍ ملهمة شافية ..
إلى عطرٍ استنشقته قبل اللجوء .. بقيَ واستكن في رئتاك
إلى تربة أرض سقطت مراراً عليها فاتسخت ونهضت ..
إلى حلم وضعته أمام نصب عينيك ..
إلى نهضة لم تنهض وتنصفك يوما.. إلى وطن ..
أوحتى إلى غربة وسط وطن .. !
التجأت إليك بعد صوت قنابل ألقاها قائد قافلة بعد ربح صفقة ..
يقصف بها روح جاهدت مع أكبر همّ لها وهو جمع قوت يومها ..!
روح لم تنازعه على كرسي .. على قرار خلف طاولة ..
أو حتى على صوت من صندوق الأصوات الخشبي .. ذلك الذي لم يعِ حقيقة أهمية جزيئاته يوماً .!
ومرة ثانية وأخيرة رأيتها عند قرار هجرتها .. حزمت أمتعتها .. أتت لتشكرك فأهدتك قطعة الصوف ..
وكأنها تعي بقدوم الصقيع .. غربة أرض .. وبرد المنافي ..
ثلج الضمائر .. و زمهرير أحبال الصوت .. يخشى أن ينادي ..
يخشى الخروج ويأبى السكوت ..
تجلس فتوقد مدفأتك .. تحرق أخشابها .. تتلذذ بلهيبها .. كأنك تنتقم من خشب الكراسي ..
تلك التي لم تنصف نسلها يوماً .. تلك التي لو عادت لطبيعتها لعلها أثمرت خير مما أثمر جالسوا الكراسي الآن ..
تلك التي أعادت لك دفء مكانك .. وهي التي في ذات الوقت أرغمت الرحيل ..
هي من أعادت لك ترتيب ضجيجك .. وهي من تسببت بذلك .!
تسكن .. فتدفأ .. ثم يعود بك الحنين ..
إلى ضجيج المدينة
إلى مطر سائل لا مطر قنابل ..
إلى ركض بسرعة لمبنى قريب خوفاً من بلل .. لا خوفاً من موت وكفن ..
حنين إلى ضحكة الأصدقاء على كل ما سخف وطاب ..
إلى إزعاج ولعب أطفال الحي .. تفكر من منهم يا تُرا بقيَ حي ؟
إلى تذمر على شارع سيره عالق ..
إلى قلمٍ يحل حروفاً متقاطعة .. لم تدرك يوماً بأنها ستصبح لقلبك قاطعة .!
إلى ورقٍ .. إلى حبرٍ .. إلى سطرٍ و قافية ..
إلى عينٍ ملهمة شافية ..
إلى عطرٍ استنشقته قبل اللجوء .. بقيَ واستكن في رئتاك
إلى تربة أرض سقطت مراراً عليها فاتسخت ونهضت ..
إلى حلم وضعته أمام نصب عينيك ..
إلى نهضة لم تنهض وتنصفك يوما.. إلى وطن ..
أوحتى إلى غربة وسط وطن .. !
تعليقات
إرسال تعليق