حلم واقع للواقع
———————————————
أقسى ما مر على روحي هو اتخاذي قرار بهدم حلم قديم بطريقة جديدة ..
طريقة تدين الاعتراف بجبروت الواقع وطغيانه علي وعلى خيالاتي ..
تتوالى الأيام وتتوالى معها الأحلام المركونة جانباً ..
وبعد خمودها وهدوء الحديث عنها وبها ولها ؛ تبدأ هذه الأحلام بالتلاشي ..
بالتخفي ..
بالبحث عن مكان آخر ..
عن مسمى آخر ..
عن سبب آخر للبقاء ..
تحتار بحالها فلا تجد ..
تقرر أن تنسى ذاتها ..
أن تقلل من قيمتها ..
أن تتواضع شيئاً فشيئاً ..
أن تكون أقل تكلفة ..
أقل جهد .. أقل تعب
أقل عبء علي ..
أقل من كل شيء ..
إلى أن لا يبقى شيء من كل شيء
تبقى فقط عالقة بذهني كشيء أحببته ولم يكتمل
فأقرر عندها هدمها ..
..
تلك الأحلام عاشت معزولة عن واقعي ..
ظننت أنها فترة عزل مؤقتة
ظننت أن لها روح للتعايش معي يوماً ما
ظننت أن لها صباح معي ..
أن لها ليل تتأمل نجمه معي ..
أن لها نزهة برفقة بعضها البعض ؛ يحكي كل حلم للآخر عن معجزة تحقيقه .!
ظننت أن لها حزن سيداهمه فرج يعقبه فرح
..
..
ظننت الكثير والكثير وحلقت بظنوني حد معانقة النجوم والغيوم ..
لم تكن ظنوني على خطأ
ولم تكن أحلامي لا تُفسّر
بل وحده الواقع من ( أخطأ التفسير ) .!
فسّر أحلامي على أرضه
أسقطها من جوار النجوم إلى جذور الوتد ..
تلك الأحلام التي اعتادت على هواء عليل
على هدوء تام ..
وعلى قلة كلام ..
هبطت للواقع .. لسطحية أرضه فاشتمت روائح أخرى بدل ذلك العليل
فاستمعت لأصواتٍ عالية بعكس الهدوء
و تجادلوا على تحقيقها بكثرة كلام .!
على سطحية الأرض لم تعتد وأنا معها لم اعتد
قررت أن تتلاشى ..
أن تتآكل .. أن لا تبقى على حالها مركونة ..
إلى أن قررت هدمها
هدمتها معها .. برغبتها أوقعتها
وانتهت كأحلام واقعة للواقع .
———————————————
بصوت بو نوره ؛
" كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني " .!
" كنت أظن وكنت أظن وخاب ظني " .!
تعليقات
إرسال تعليق