وما خُفي أعظم
من مبدأ وما خُفي كان أعظم ولكن من جهة ليست كالتي خطرت على بالك ..
ما خفي أعظم من ذلك الشباك المفتوح لهواء عليل ولشمس لا تؤذي حرارتها ..
من تلك النافذة الإيجابية أتحدث ..
ما خُفي عنك أحياناً من بعد تأخير ..
وما خُفي عنك من بعد رفض كثير ..
وما خُفي عنك من بعد أحداث مُرّة كدست مرارتها في قلبك واحدة تلو الأخرى ..
من بعد كل ما مرّ من مُرّ يأتي ذلك الشيء شديد الحلاوة على عجل ..
ويأتي معه ذلك القبول الوفير ..
ويأتي ما يمحي تلك الأحداث مع طعم ذكرياتها اللاذع من قلبك فجأة كأنها حتى للحظة لم تكن ..
فتنثر خلفها سكاكر من فرح ..
من مبدأ ما خُفي عنك من الله كان أعظم ..
كان أجمل ..
كان يُهيَّأ ليأتيك كـ رزق مسيّر لائق تماماً لمكانك , لقلبك .. لروحك ولكل شيء منك وحولك ..
بعد وقتٍ لعله يحوي انتظار ولعلك نسيت ولم تعد تنتظر كان العظيم يُهيئ لك ذلك الأعظم لك ..
عوضٌ جميل يليق بمقدار صبرك وبمقدار ما تركت أنت شيئاً أحببته لأجل خالقك ولرضاه ..
لقد أتى الشيء الخافي العظيم وأرضاك ربك به وأغناك به عما سواه ..
لم يحدث ذلك عن صدفة ..
ولم يحدث ذلك من عدم ..
حدث ذلك لأنه أراد أن تكون العطية أجمل بكثير مما فُقد ..
وبتوقيت أصحّ بكثير مما تخيلت ..
حدث بعد أن كان يقينك بالقادم أجمل ..
وبعد أن كان يقينك بأن الآتي حلته زاهية بهية ..
حدث بعد أن كنت ترى نور المخرج أمامك رغم سطو الظلام المحيط ..
ورغم كل الظلام الذي داهم ما حولك كنت ترى النور ( بيقين ) ..
وكنت على دراية بفرج وفرح قريب ..
فقد كان الجزاء لك من جنس العمل , من جنس التقوى والإيمان واضح وبيّن من
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
فخفاء الله رحمة وعطاؤه مدرار من نعم ..
وإن خُفيت عنك من الله وتأخرت وعليك اشتدّت ستأتي لا محالة .. ستأتي حتماً كـ أعظم .
————————————
وإذا بلطفِ اللهِ يهْطِلُ فجأةً
يُرْبِي مِنَ اليَبَسِ الفُتَاتِ قلوبا
الشافعي
تعليقات
إرسال تعليق